المشرف العام المشرف العام
عدد الرسائل : 147 العمر : 40 الموقع : https://reader.hooxs.com المزاج : قرآن وسنة أنت من رواد الجنة تاريخ التسجيل : 03/01/2009
| موضوع: لإيدز من منظور إسلامي الأربعاء أبريل 21, 2010 7:01 pm | |
| الإيدز من منظور إسلامي الدكتورة فاطمة عمر نصيف لقد اتبع الإسلام أسلوب الوقاية في تشريعاته فسبق الطب الوقائي بألف وأربعمائة عام، فأمر بالقضاء على الفاحشة قبل انتشارها وعلى الجريمة قبل ظهورها، وذلك بمنع الجريمة والتصدي لها فإذا افلت المجرمون وارتكبوا جرائمهم وجب معاقبتهم بالعقوبات الرادعة التي نصت عليها السنة النبوية كالجلد والرجم للزناة، والقتل لمرتكب فاحشة الشذوذ "اللواط" فقد قال علية الصلاة والسلام (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول). (وقد اجمع الفقهاء على تحريم اللواط واختلفوا في طريقة القتل، فقال بعضهم يلقي من شاهق، وقال بعضهم بالرجم حتى الموت، وقال بعضهم يقتل بالسيف). فالعقوبة على ما فيها من قسوة إلا إنها عقوبة مناسبة للجريمة، وذلك لتخليص المجتمع من حامل الميكروب الوبائي (مصدر الوباء). وتخليص المريض من عذاب المرض. فقد بلغت سرعة انتشار المرض والخسائر في الأرواح الكثير من ذلك: 1. اكتشف مرض الإيدز عام 1981م في خمس حالات. 2. تم التعرف على فيروس الإيدز من مجموعة الفيروسات المنعكسة عام 1983م في فرنسا، 1984م في الولايات المتحدة. 3. بنهاية 1992م انتشر الإيدز في العالم اجمع و أعلنت 173 دولة عن حدوث حالات إيدز لديها. 4. في نهاية 1993م قدرت وزارة الصحة العالمية عدد حاملي فيروس الإيدز في العالم بخمسة عشر مليونا. 5. بينما تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد مرضى الإيدز في العالم عام 1993م اثنين ونصف مليون مصاب. ومن المعلومات السابقة يتبين لنا سرعة انتشار المرض، فمن عام 1981م حيث اكتشفت أول خمس حالات في خمسة من الشواذ، اصدر ذلك مركز التحكم في الأمراض بأتلانتا بالولايات المتحدة إلى عام 1993م وصل معدل المصابين إلى 15 مليون من حاملي الفيروس، واثنين ونصف مليون من المصابين، وذلك خلال اثني عشر عاما فقط، وهي نسبة مرتفعة وعالية جدا، تدل على أن ناقوس الخطر اخذ يقرع كل مدن العالم محذرا من القاتل الرهيب الذي يهدد الملايين بالموت (وان معظم الإصابات يذهب ضحيتها من تتراوح أعمارهم ما بين 15-55 وهو عمر الإنتاجية الأوفر). وليت الأمر اقتصر على هذه الخسائر الفادحة في الأرواح، بل أن الخسائر في الأموال لا تقل عنها بحال. وتقول لغة الإحصائيات والأرقام البلايين من الدولارات التي تصرف سنويا على هذا المرض: 1. فقد بلغت تكلفة التشخيص والعناية بأول (300) حالة ايدز في أمريكا 18مليون دولار ومع ذلك ماتوا جميعا. 2. بلغ متوسط تكلفة الرعاية الصحية لمريض الإيدز في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 50-100 ألف دولار في السنة. ويتوقع فريد هلنجر المسئول بوزارة الصحة الأمريكية أن يتضاعف إجمالي تكلفة الرعاية الصحية لمرضى الإيدز من 3.6 دولار إلى 7.4 بليون دولار 1994م. (وقد أشار إلى ذلك وكيل وزارة الصحة السعودي د. عبد الرحمن السويلم بقوله: الإيدز كارثة تهدد اقتصاديات العالم) ( وتقول الباحثة الأمريكية كمبرلي هاملتون، مساعدة مدير برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكية يقفز فيروس الإيدز إلى مقدمة الأخطار التي تهدد الأمن الاقتصادي لكثير من دول العالم الثالث، فهذه الدول لا تمتلك الإمكانيات الاقتصادية الكافية لمحاصرة الوباء أو حتى الإنفاق على حملات التوعية الوقائية). (لقد اجتمع لهذا المرض والفيروس له خصائص وصفات غريبة جعلت منه أمرا غير عادي حارب به الخاصة وأرعب العامة للغموض الذي يكتنف بعض أعراضه وأطواره، ولآثاره المدمرة على الفرد والمجتمع: أولا: اختياره العجيب لأهم أجهزة الجسم (جهاز المناعة) والوهن المريع الذي يؤول إليه المريض حتى تصبح اضعف الجراثيم مؤهلة للقضاء عليه. ثانيا: تأثيره على السائل المنوي ووظيفته الحياتية، فبعد أن يكون هو مصدر مادة الحياة الأولى، يصبح أداة لزراعة الموت والدمار عندما يساء استغلاله. ثالثا: رغم أن فيروس الإيدز من اصغر الكائنات، يحتوي على عشر وحدات وراثية فقط بينما البكتيريا بها خمسمائة وحدة وراثية، وذبابة الفاكهة بها خمسة آلاف، والإنسان عنده خمسين ألف وحدة وراثية، فسبحان الله الذي جعل واحدا من اكثر الكائنات بساطة يحير أكثرها تعقيدا ورقيا ويدمره. قال تعالى ( وما يعلم جنود ربك إلا هو) لقد سلط الله على الشاذين هذا الفيروس الصغير ليبين لنا قوته وقدرته على أهلاك العاصين. وهذا ما يؤكد ان هذا المرض إنما هو عقوبة إلهية عاجلة، تحقيقا لوعيد الرسول-صلى الله عليه وسلم- حيث قال (يا معشر المهاجرين خمس إن ابتليتم بهن ونزل فيكم أعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قد حتى يعملوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم) وقد صدق رسول الله وتحقق كل ما تنبأ به. الوقاية من الإيدز والقضاء عليه: و الآن وبعد أن تعرفنا على الإيدز وكيف انه عقوبة إلهية أدت إلى هلاك المجتمعات وجب علينا أن نعرف أسباب الوقاية منه، والقضاء عليه، فلن يقينا منه وضع الأسوار العالية على مجتمعاتنا الإسلامية، ولا الاحتياطات الطبية ولكن الوقاية تكون بإجراءات متعددة منها : أولا: العفة التي نص عليها القرآن الكريم قال تعالى ( الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) يقول الدكتور أسامة قنديل عضو الجمعية الأمريكية لعلماء المناعة والمتخصص في علاقة المناعة بالأمراض الانتهازية والإيدز بجامعة هارفارد بأمريكا: (وأما الوقاية من هذا المرض اللعين فلا محالة من أن العامل الأول والمهم هو العفة "وهي تصريف الغريزة بالطرق المشروعة". وقد صرحت الدكتورة جون اوسبورت رئيسة اللجنة القومية للإيدز بالولايات المتحدة وعميدة كلية الصحة العامة بجامعة متشجان في حديثها للمؤتمر الدولي السادس للإيدز" أن من انجح الطرق لمنع انتشار المرض هو تجنب التصرفات المشبوهة مثل الشذوذ والجماع خارج العلاقات الزوجية" وهذا يعني انه لابد لهاتين الفئتين من تغيير تصرفاتهما التي تغضب الله حتى تأمن غضبه فإذا طمع هؤلاء بالنجاة من هذا الوباء اللعين، فعليهم بالعفة رجالا ونساء) هذا هو العامل الرئيسي الأول للوقاية من هذا المرض ومن جميع الأمراض والكوارث والآفات. ثانيا : التمسك بالدين والالتزام بتعاليمه، فهو المنهج الإلهي الحق الذي فيه سعادة البشرية ودوره في وقاية الناس، أكده ذلك عدد كبير من المسئولين المختصين يقول الدكتور أسامة شبكشي وزير الصحة السعودي السابق أن الإيدز لا يشكل خطورة على شعبنا "المسلم" لأنه محصن بالدين والأخلاق الفاضلة. كما ذكر د. عبد الرحمن السويلم وكيل وزارة الصحة السعودي "أن مجتمعاتنا الإسلامية من أقل الدول معاناة من هذا المرض بفضل تمسكها بالقيم والسلوكيات النابعة من الشرع الحنيف. وفي تقرير أعده محمود الخطيب بعنوان (الإيدز ... المجتمعات المسلمة اقل الشعوب معاناة من الأخطار) ذكر فيه لقد كان عامل الدين والقيم والأخلاق حاجزا في وجه انتشار الإصابة به جغرافيا في مناطق لاسيما البلدان الإسلامية بموجب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. ثالثا : نشر التعاليم الدينية بما فيها أحكام الحلال والحرام، والتوعية الصحية فهما من أهم أسباب الوقاية. فالقاعدة العقلية من أهم عوامل تغيير السلوك الاجتماعي ويركز د. محمد عرفان مدير مستشفى عرفان بجدة – في لقاء صحفي أجرى لكبار المسئولين في الشئون الصحية على التربية الإسلامية وغرس القيم في نفوس الأبناء قائلا أن ذلك بمثابة حائط الصد الأول. رابعا: إنكار المنكر والتصدي لأهله والقضاء على كل الفواحش الظاهرة والباطنة والضرب بيد من حديد على يد كل عابث. خامسا: سد الذرائع المؤدية للفاحشة بمراقبة كل وسائل الإعلام الوافدة المرئية والمسموعة والمقروءة، مراقبة شديدة والتصدي للعادات والأخلاق المنافية للدين. سادسا: محاربة الجريمة والمجرمين بإقامة الحدود" تطبيق قانون العقوبات الإسلامي". سابعا: تسهيل وتيسير سبل الزواج المشروع وتشجيع الناس عليه لإشباع الغريزة الجنسية بطريقة سليمة ومأمونة لحفظ النسل وعمارة الأرض. لان سائر الأرقام المنشورة حتى الآن تؤكد وجود تناسب طردي بين درجة الإباحية والإدمان ودرجة انتشار مرض الإيدز. ثامنا: التأكيد على نظام الأسرة، ودعمه بكل الوسائل خاصة بعد ظهور أفكار مناهضة لنظام الأسرة فقد شهد العالم في السنوات الأخيرة فكرة تفكيك عرى الأسرة ونشر الإباحية المتزامنة مع ظاهرة الشذوذ. وان هناك جهودا مكثفة لهذا الغرض شهدتها بعض المؤتمرات الدولية العملاقة، كمؤتمر السكان في القاهرة، ومؤتمر المرأة في بكين عام 1996م وغيرها. تاسعا : الالتزام بأساليب الوقاية الطبية والتي نبهت إلى أن الإيدز من الأمراض التي تنقل من مصاب إلى آخر نتيجة أسباب رئيسية ثلاثة هي: 1. العلاقات الجنسية إذا ما كان أحد الطرفين مصابا. 2. نقل الدم الملوث إلى الشخص السليم. 3. الأم المصابة التي تنقل المرض من خلال الحمل والمخاض والرضاعة لجنينها. عاشر : اتخاذ أسباب الوقاية الطبية المشروعة بالأدعية المأثورة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- ومنها :- أ- قراءة هذا الدعاء ثلاث مرات صباحا ومساء: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم "ثلاث مرات لم يضره شئ". ب- قراءة آية الكرسي صباحا ومساء. ج- قراءة المعوذات فقد ورد عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- انه قال لعتبة : ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت بلى، قال: "قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن حبيب: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شئ" وهذه الأدعية تحفظ الإنسان بعد الأخذ بالأسباب وعي تفيد حسن التوكل على الله ولها دور عظيم في حماية الإنسان. الأحكام الفقهية المتعلقة بمرض الايدز : د- أما وقد انتشر المرض فأصاب أعداد كبيرة من البشر ولم تبق مدينة على وجه الكرة الأرضية إلا وبها عدد من المصابين يزيد أو ينقص تولدت بسببه مشاكل اجتماعية، ومسائل فقهية تتطلب الإجابة والحلو ل بناء عليه فقد صدرت قرارات وإجابات فقهية من كل من مجمع الفقه الإسلامي، ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الكويتية بشأن الإيدز والجوانب الفقهية المتعلقة به وتشمل الآتي:- 1. حكم تعمد نقل العدوى. 2. حقوق الزوجة المصابة وواجباتها. 3. حق الزوجة غير المصابة في طلب الطلاق. 4. حق الزوج المصاب في المعاشرة. وكانت الإجابات باختصار : 1. تعمد نقل العدوى بأي صورة من صور التعمد عمل محرم يستوجب العقوبة الدنيوية وتتفاوت هذه العقوبات بقدر جسامة الفعل وأثره على الأفراد وتأثيره على المجتمع . فإذا كان قصد المتعمد إشاعته في المجتمع فعمله هذا يعد نوعا من الحرابة يستوجب عقوبتها. وإذا كان قصده نقل العدوى إلى شخص بعينه، وأدت إلى قتل المنقول إليه يعاقب بالقتل قصاصا، فإذا لم يمت المنقول إليه عوقب المتعمد بالعقوبة التعزيرية المناسبة. 2. إجهاض الأم المصابة بعدوى الإيدز: "بما أن الجنين حي من بداية الحمل وان حياته محترمة في كافة أدوارها خاصة بعد نفخ الروح، وانه لا يجوز العدوان عليها بالإسقاط إلا بالضرورة الطبية القصوى" ، وخالف بعض المشاركين ذلك فرأوا جوازه قبل تمام الأربعين يوما. 3. حضانة الأم المصابة بالإيدز لوليدها السليم و إرضاعه. لما كانت المعطيات الطبية الحاضرة تدل على انه ليس هناك خطر مؤكد من حضانة الأم المصابة بعدوى الإيدز لوليدها السليم شأنها في ذلك شأن المخالطة والمعايشة العادية، ولا مانع شرعا من أن تقوم الأم بحضانته. ولما كان احتمال عدوى الطفل السليم من أمه المصابة بعدوى الإيدز أثناء الرضاعة واردا وان كان ذلك قليلا فان الاحوط عدم إرضاعه. 4. حق السليم من الزوجين طلب الفرقة من الزوج المصاب بعدوى الإيدز باعتباره مرضا معديا تنتقل عدواه بصورة رئيسية بالاتصال الجنسي. 5. حق المعاشرة الزوجية: إذا كان أحد الزوجين مصابا بالإيدز فان لغير المصاب منهما أن يمتنع عن المعاشرة الجنسية لما سبق ذكره. (وهكذا نرى أن طريقة الإسلام في علاجه لمشكلة الأمراض الجنسية وعلى رأسها الإيدز، لا يحتاج إلى عيادات ومختبرات وأدوية وأخصائيين وتوعية صحية وثقافية جنسية ولا إلي هيئات ومنظمات، ولا ندوات ومؤتمرات، انه وبلا كلفة يصحح نظرة الفرد إلى المجتمع، إلى الجنس بتقديم الموقف العدل الوسط. وبتقديم المنهج الأخلاقي الراقي الرائع، وبعد أن تسد الذرائع ويقيم الرقيب الداخلي "الإيمان" وتستقيم النظرة والفطرة، تكفي الكلمة أو العبارة في ردع الإنسان عن الشر والفساد) فان لم تفلح كل هذه الاحتياطات يأتي قانون العقوبات ليعيد للبشرية صوابها فيكمل بذلك واسطة العقد في برنامج الدين الفريد. | |
|